كلمة العميد
كلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدولة الإمارات العربية المتحدة صرح علمي وأكاديمي نفتخر به جميعا.
هي فضاء جامعي متميز ورائد..
التميز سمة عُرفت بها الكلية منذ لحظة إحداثها على يد مؤسسها الأستاذ الدكتور عيسى الحميري، ورئيسها التنفيذي اليوم، بحكم جمعها بين العلوم الشرعية والعلوم القانونية. ويجد هذا الجمع بين الحلقتين الشرعية والقانونية أساسه بالمادة السابعة من دستور الدولة، كون "الإسلام هو الدين الرسمي للاتحاد، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع فيه".
أما الريادة فهي خاصية اكتسبتها الكلية على مر السنين، لأنها لم تتوقف يوما عن تحقيق أهدافها النبيلة. هي أولا ريادة على مستوى خريجيها، فأينما حللت، إلا ورأيت خريجي الكلية في كل مكان من الدولة، ووجدتهم مثالا يحتذى به في الكفاءة والمسؤولية والإنتاجية. وهي ثانيا ريادة في البحث العلمي، فكلما زرت المكتبات الجامعية إلا واكتشفت كم تزخر بالمؤلفات والبحوث التي قدمتها الكلية لأهل الاختصاص بفضل كفاءة الدكاترة بها.
هي كلية تعمل في صمت وبعمق..
الصمت هو التواضع بعينه، والتواضع صفة محمودة في العلماء، وفضيلة تعكس سر نجاح الكلية على امتداد سنوات طويلة.
والعمق هو بالأساس العمق الإنساني والديني، لأن العمل بعمق ميزة لا غنى عنها، لأنها السبيل الأمثل لضمان جودة الأعمال العلمية والأكاديمية. وهذه الجودة هي أولى الأهداف النبيلة للكلية.
وبين هذا الصمت وذاك العمق تتأتى الأناقة الأكاديمية والعلمية للكلية، والأناقة هي عنوان الأصالة.
هي مؤسسة جامعية مؤثرة ومنفتحة..
كلية الإمام مالك للشريعة والقانون هي من الكليات المؤثرة في المشهد الجامعي الوطني، بحكم دورها في صناعة المحتوى العلمي والأكاديمي وتطويره من وقت إلى آخر، وفق متطلبات المجتمع ومقتضيات السياسة العامة لحكومة دبي وللاتحاد عموما.
وفضلا عن ذلك، فقد أبدت الكلية على مرّ السنين انفتاحا على محيطها الخارجي إيمانا منها بكون التعليم العالي والبحث العلمي يمثلان معا محركا جوهريا للتنمية المجتمعية والاقتصادية، وهو مسار حتمي لأن الجامعة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبقى معزولة، وإلا فقدت سبب وجودها.
وحينما يكتب العميد كلمات على نحو ما تقدم، ليس دفاعا عن كليته أو ترويجا لها، وإنما هو دفاع عن القيم والمبادئ المجتمعية والتي يروج لها بكل قواه، لأن العميد في الأصل قيمة مجتمعية أو لا يكون، يؤمن بدور الجامعة في تحقيق ثلاث غايات جوهرية:
-الأخلاق أولا ودائما.الأخلاق روح المجتمع، فإذا صلح المجتمع فبفضل أخلاقه، وإذا تدهورت أخلاقه انهار مباشرة.
-السلم الاجتماعية والتعايش بين الجميع في المجتمع الواحد.من هنا يأتي دور الكلية في نشر أسمى القيم الإسلامية التي تؤسس للتسامح والتحاب، والتعاون، والتآخي، والتآزر، ونبذ الكراهية. كما تعمل الكلية على نشر أرقى القيم الدولية والوطنية التي أسس لها دستور الدولة، وفصلتها تشريعاتها، ونفذتها لوائحها وتنظيماتها.
-السعادة.فقد ورد بتوطئة الدستور رغبة مؤسسي الدولة في جعل المجتمع الإماراتي "مجتمعا عربيا إسلاميا متحررا من الخوف والقلق"، أي أن تجعل الدولة من هذا المجتمع مجتمعا سعيدا. وفي تكامل مع القيم الإسلامية، فإن السعادة في الإسلام هي ما أجمع العلماء على أسبابها من صلاح العقيدة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطاعة ولي الأمر بالمعروف والتحاكم إلى الله، وشكر الله عز وجل على نعمه. وعلى أساس هذه الأسباب ينادي الإسلام بالاعتزاز بالله واليسر في الحياة والسعي وراء العلم والعمل.
أبنائي الطلبة، بناتي الطالبات،
إن اختياركم كلية الإمام مالك للشريعة والقانون، هو اختيار لكل هذه القيم مجمعة، وسيكون لكم في المستقبل دورا في مزيد تثبيتها وترسيخها والدفاع عنها، فهذه القيم هي أولا، الأسس الحقيقية لكل مجتمع ناجح، وهي العقلية الواجبة لبناء الدولة والعمل على تطويرها. وهي ثانيا، جوهر العبادة، ولأننا لا نسأل شيئا من هذه الدنيا سوى رضاء الله جلّ وتعالى، وإياه نعبد.
أ.د. المنتصر الوردي
عميد كلية الإمام مالك للشريعة والقانون