الرئيسية

;

كلمة الرئيس التنفيذي حول عام زايد

الحديث عن «سيدي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» طيب الله ثراه، طويل الذيل، فإننا أمام شخصية عظيمة وقدوة كريمة، جمع الله فيه خصال القائد وخصال المربي، وخصال الحكيم وخصال الملهم وخصال القدوة المتبعة في أثرها آثار القادة الأجلاء فهو حكيم في حكمه،    كريم في عطائه، حليم في غضبه، رؤوف بالفقير، جابرٌ للمسكين، راعٍ لليتيم، شيمته شماء و شخصيته مهابة، تجبر كل من رآها بالتوقير والاحترام؛ صديقاً كان أو غير صديق، وهبه الله قلباً تقياً، ونفساً زكية، وعقلاً راجحاً مدبراً، و فطنة متوقدة تنظر من وراء مرامي الأسباب التي لا يراها إلا أمثاله، فيكون الصواب حليفه و العناية الإلهية نصيره. أسس الاتحاد بالحكمة، ونصح من أراد النصيحة بالموعظة الحسنة، طيب العريكة، شديد الشكيمة في الحق إذا تطلبها ولو كانت على أقرب الناس إليه، متواضع الجانب، نصير المظلوم، رحيم القلب، دم العروبة في جبينه وفي جنانه وعلى لسانه، يحب العرب و يحب من أحبهم و يناصر من ناصرهم. حض على اللغة العربية وعلى مكارم الأخلاق، وأوصى أبناءه بالسير على مآثره جيلاً بعد جيل، على المواطن الرشيد خاصة وعلى جميع المقيمين الصلحاء خيراً وبراً، فكانت له مواقف كريمة مع الغني والفقير والصغير والكبير والرجل والمرأة، مشغول بأمورهم، رؤوف بهم، أراد لهم السعادة فوفق إليها، وأراد لهم العزة والمجد، فوجه وأرشد بالتآزر والبناء، وأمر بمراعاة حسن الجوار داخل الدولة وخارجها شعباً واحداً، وفر له جميع الوسائل الحياتية الكريمة فظهرت ثمار أفعاله في أبناءه وإخوانه خاصة وفي الآخرين عامة. ففرض محبته على كل شيء، فرض محبته على الإنسان كإنسان، وعلى المواطن كمواطن، وعلى المسلم كمسلم، وعلى غير المسلم كصديق، و على الطير والبهائم، كلُّ شيء أحبَّ زايداً؛ لأن الله تعالى أعطاه إرثاً نبوياً كريماً، كما ورد في الحديث القدسي الذي رواه البخاري : «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ». ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن ندعو له في كل حركاتنا وسكناتنا وندعو لخليفته من بعده سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة "حفظه الله" وندعو لأبنائه فقد كان لهم بمثابة مرآة المجد كله، وكلٌّ منهم له حظ وافر، كما ارتسمت تلك الأمجاد أيضاً في إخوانه الحكام،  وفي أبناء وبنات شعبه، وهذا غيض من فيض حول هذه الشخصية العالمية النبيلة التي لا يجود الزمان بمثلها. أ.د. عيسى بن عبدالله بن محمد بن مانع الحميري  الرئيس التنفيذي لكلية الإمام مالك للشريعة والقانون